×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

قولُه: «ولم يتكلَّم في البَاقِين» من أصحابِ رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم «إلا بخيرٍ» وثَناءٍ عَليهم رضي الله عنهم، «ودَعَا لهم» بَدَل أن يلعنَهم كما تَلْعَنَهم الشِّيعَة، أو يَذُمَّهم كما يَفْعَل بَعض الناسِ؛ يَذُمّ بعضَ الصحابةِ أو يتكلَّم في الصحابةِ، مع أن الواجبَ العَكْس، الوَاجِب الثَّناء عليهم ومَدْحُهم، وعَدَم الدخولِ في حَقِّهم وتَخْطِئة أحدٍ مِنهم؛ لأن اللهَ رضيَ عَنهم ومَدَحَهم في آياتٍ كثيرةٍ، والرَّسُول صلى الله عليه وسلم مَدَحَهم ورَضِي عنهم.

والذِي يتكلَّم في الصَّحَابة أو في أحدٍ مِنهم يكُون من أهلِ الضَّلال ويَكُون مُخالِفًا للهِ ولرسولِه في حَقّ الصحابةِ، فلا يَجوزُ أبدًا الدُّخُول في حَقّ الصحابةِ لا في أفرادِهم ولا في جَماعتِهم إلا بخيرٍ؛ لما لهم من المِيزَة على الأمَّة، فهم خيرُ القرونِ، وأفضلُ القرونِ بشهادةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: «خَيْرُكُمْ قَرْنِي» ([1]) يَعني القَرن الذِي فيه الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فهم خيرُ القُرون.

«ولم يتكلَّم في البَاقين» لا في أفرادِهم ولا في مَجموعِهم «إلا بخَيرٍ».

قولُه: «فقد خرجَ من التَّشَيُّع أوَّله وآخِره» من قَدَّم الخُلفاء الأربعةَ على تَرتيبِهم، وأثنَى على بَقِيّة الصحابةِ فهذا مَذهب أهلِ السنةِ، وفيه البَرَاءة من التَّشَيُّع.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3450)، ومسلم رقم (2535).