ما جاءَت الفِتن إلا من قِبَلهم وبسببِهم: مَن الذِي قتلَ عُثمان رضي الله
عنه ؟ من الذِي قتلَ عَلِيًّا رضي الله عنه ؟ من الذِي أوقدَ الفِتنة بين
المُسلمين بعدَ ذلك إلا أصحابُ الأهوَاء؟ مَن الذِي أغرَى المَأمون ومَن جَاء
بَعده بامتحَان أَهلِ السنَّة حَتى سَحبوا إمامَهم أحمدَ بن حنبلٍ رحمه الله
وضَربُوه وسَجنُوه إلا أَهْل الأهوَاء، مَن الذِي سجنَ شَيخ الإسلامِ ابن تَيْمِية
حَتى ماتَ في السجنِ رحمه الله إلا هَؤلاء أَهْل الأهوَاء؟
فعَلينا أن نحذرَ مِن هَؤلاء؛ لأن شَرّهم يَؤُول في النهايةِ إلى تَمْزيق
كَلمة المُسلمين، والخُروج على وَلِيّ أمرِ المُسلمين، وتَفْرِيق جَماعة
المُسلمين، ليكونُوا شيعًا وأحزابًا بدلاً أن يكُونوا أمّة واحِدة.
قولُه: «وأَرْدَؤُها وأَكْفَرُها
الرَّوَافِض والمُعتزلة والجَهمية» هَؤلاء هُم شَرّ أصحابِ الأهواءِ، وفي
قِمّتها الرَّافِضة مِن الشِّيعَة، سُمُّوا رافضةً؛ لأنهم رَفضُوا زَيْد بن عَلِيّ
بن الحُسَيْن لما دَعوه أن يُوافِقَهم على سَبّ أبي بكرٍ وعُمر، وقالَ: «لاَ، أبو بَكْرٍ وعُمَر وَزِيرَا رسُول
اللهِ صلى الله عليه وسلم » فلما أَبَى أن يُوافِقَهم قالوا: إذًا نَرفُضك،
فسُمُّوا بالرافضةِ.
والجَهْمِيّة أَتْبَاع عَمْرو بن عُبَيْد ووَاصِل بن عَطَاء الذِين
اعتزلُوا مَجَالِس الحَسَن البَصْرِيّ، وانحازُوا ولم يأخذُوا العِلْم عن عُلماء
السنَّة، فسُمُّوا «مُعْتَزِلة».
قولُه: «فإنهم يُرْدُون الناسَ على
التعطِيل والزَّنْدَقة» التَّعْطِيل: نَفي الأسمَاء والصِّفات، والزَّنْدَقة:
وهي رَفْض الكِتَاب والسُّنة، والأَخْذ بَدَلهما بالأهواءِ والرَّغبات.
الصفحة 2 / 199