العلمُ إِنَّما يكثر ويزكو وينمو مع العملِ الصَّالحِ، أَمَّا علمٌ بدون
عملٍ فهو منزوعُ البركة وهو لا يستقرُّ، والعلماءُ على قسمين:
الأَوَّلِ: علماءُ باللِّسان فقطْ.
الثَّاني: علماءُ باللِّسان والقلبِ، وهُمْ أَهْلُ الخشية، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ
مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَٰٓؤُاْۗ﴾ [فاطر: 28]، فالعلمُ والخَشْيةُ هما العلم الصَّحيحُ،
أَمَّا علمُ اللِّسان بدون خَشْيةٍ فهذا هو علمُ المنافقين، نَسْأَلُ اللهَ
العافيةَ.
قولُه: «ومن خالف الكتابَ والسُّنَّةَ
فهو صاحبُ بِدْعةٍ»؛ لأَنَّ البِدْعةَ: هي ما يتقرَّب به العبدُ إِلى الله من
غير دليلٍ من كتابٍ ولا سُنَّةٍ، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) أَيْ: مردودٌ عليه
عملُه، وفي روايةٍ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2])، فالذي يُحْدِثُ
البدعةَ والذي يعمل بها عملُه مردودٌ عليه؛ لأَنَّه يعمل عملاً لم يَشْرَعْه اللهُ
ولا رَسُولُه، فاللهُ لا يقبله، ومِن ثَمَّ قال العلماءُ عن العمل: لا يُقْبَلُ
إِلاَّ بشرطين:
الشَّرْطِ الأَوَّلِ: الإِخْلاصُ للهِ عز وجل من الشِّرْك.
والشَّرْطِ الثَّاني: المتابعةُ للرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وذلك بترك
البِدَع والمُحْدثاتِ.
فكلُّ عملٍ خالطه الشِّرْكُ فهو باطلٌ، وكلُّ عملٍ أُسِّسَ على البِدْعةِ فهو باطلٌ، ولا يصحُّ إِلاَّ ما كان خالصًا لوجهِ الله وصوابًا على سُنَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2550)، ومسلم رقم (1718).
الصفحة 2 / 199