وإِفْشاءُ السَّلام من أَسْبابِ دخولِ الجَنَّةِ بسلامٍ، كما في الحديث: «مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلاَمَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ؛ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ» ([1])، فإِفْشاءُ السَّلام مطلوبٌ بين المسلمين، ومعناه: الدُّعاءُ للمسلمين بالسَّلامة، وقيل معناه: أَنَّ اسْمَ الله عليكم؛ لأَنَّ من أَسْماءِ الله السَّلامُ، فإِذا قلتَ: «السَّلامُ عليكم» أَيْ: اسْمُ الله عليك؛ وهو السَّلامُ سبحانه وتعالى، فهذه كلمةٌ عظيمةٌ تنشر المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» ([2]) فإِفْشاءُ السَّلام يُورِثُ المحبَّةَ في القلوب، وأَنْتَ إِذا لَقِيْكَ مسلمٌ ولم يُسلِّمْ عليك، صار في نفسِك عليه شيءٌ، تقول: لماذا لم يُسَلِّمْ عليَّ؟ فإِذا سلَّم عليك زال ما في نفسِك، واسْتَأنَسْتَ به وأَحبَبْتَه، هذا مصداقُ قولِه صلى الله عليه وسلم: «أَفَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ» فإِفْشاءُ السَّلام له أَثَرٌ عظيمٌ في نفوس المسلمين، ولا يكفي أَنْ تقولَ: حيَّاك اللهُ، كيف أَصْبَحْتَ؟ كيف أَمْسَيْتَ؟ هذه الأَلْفاظُ تابعةٌ للسَّلام، إِذا قلتَ: السَّلامُ عليكم، فإِنَّك تقول: كيف حالُك؟ كيف أَصْبَحْتَ؟ وما أَشْبَهَ ذلك، وكذلك لا يكفي الإِيْماءُ باليَدِ؛ لأَنَّ هذه تحيَّةُ اليَهُودِ ([3])، إِنَّما الإِيْماءُ باليَدِ إِذا كان المسلمُ عليه بعيدًا، فأَنْتَ تُسلِّمُ عليه باللَّفظ وتُومِئُ بيَدِك لتشعره أَنَّك تُسلِّمُ عليه؛ من أَجْلِ أَنْ يَرُدَّ عليك السَّلامُ.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1855)، وابن ماجه رقم (1334)، وأحمد رقم (7932).
الصفحة 2 / 199