×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

فيقولون: الإيمان لا يَدْخل فيه العمل، فالإنسان مؤمن ولو لم يعمل ما دام أنه مُصدِّقٌ بقلبه.

وبعضهم يقول: مُصدِّق بقلْبِه وناطقٌ بلسانِهِ، وبعضهم يقول: حتى ولو لم يُصدِّق بقلبه ما دام يعرف مجرد معرفة فهو مؤمنٌ. والعمل لا يدخل في الإيمان عند جميع فرق المُرْجئة، الإنسان مؤمن عندهم ولو لم يعملْ، هذا مذهب المُرْجئة، وهذا مذهب باطل؛ لأن الإيمان: قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، ما يتكون الإيمان إلا من هذه الأمور الثلاثة؛ لأنه من اعتقد بقلبه ولمْ يَنْطق بلسانه فهذا شَأْن الكفار؛ لأنهم يعرفون صدق الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، واليهود والنَّصارى يعرفُون صِدْق الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا مؤمنين لمجرد معرفتهم أو اعتقادهم بالقلب دونَ النُّطق باللِّسان، بعضهم يقول: النُّطق باللسان يكفي ولو لم يعتقد. يلزم على هذا أن المنافقين أنهم مُؤْمنون، والله جل وعلا نفى عنهم الإيمان قال تعالى: ﴿يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ [الفتح: 11].

قولُه: «ولا عن أهل مكَّة في الصَّرف شيئًا» الصَّرف: بيع النقد بالنقد؛ لأنهم يتساهلون فيه.

قولُه: «ولا عن أهل المدينة في الغِناء»؛ لأن منهم من يُبِيح الغناء، ولا يرى في الغِناء بأْسًا، فلا يُؤْخذ عنهم في هذا شيءٌ.


الشرح