«ابن أبِي دُؤَادٍ، وبشرًا المِرِّيسِيَّ» هما اللذَانِ أشارُوا على المَأمون بتعذيبِ الإمامِ أحمدَ وغيرِه من
الأئِمَّة لأجلِ أن يَقولوا بخلقِ القُرآن، «ثمَامَة»
ابن الأَشْرَس هذا من قَادَةِ أهلِ الضَّلال.
«وأبو الهُذَيل» العَلاَّف من كِبار
المُعتزلة، «وهِشَام الفوطِيّ» من
المُبتدعة.
قولُه: «أو واحدًا من أتباعِهم،
وأشياعِهم، فاحذَرْه» إذا رأيتَه يُثنِي على أهلِ الشرِّ وأهلِ الانحرافِ،
فاحذَرْ مِنه.
قولُه: «فإن هؤلاءِ كَانوا على
الرِّدَّةِ» أي: بَعضهم مُرْتَدّ، وهم أئمَّة الجَهْمِية، والمُعتزلة الذِين
تعمَّدوا مُخالفة الكِتَاب والسُّنة، هؤلاء لا شَكَّ في كُفرهم، أما المُقَلِّد
منهم فيُحكَم عليه بالضلالِ، ولا يُحكَم عليه بالكفرِ حتى يُبَيَّن له، أما
أئمَّتهم ودُعَاتهم فهم يُعَرَّفون ما هم عليه من الضلالِ؛ فلذلك حَكَمَ عليهم
بالرِّدَّة.
قولُه: «واتركْ هذا الرجُل الذِي
ذَكَرَهم بخيرٍ» لا تغترَّ بمدحِ هذا الرجُل الذِي يُثني عليهم ويَمدحهم، قد
يكُون في أهلِ الضلالِ خِصالٌ طيبةٌ، لكن انظُر إلى ما عِندهم من الضلالِ، فلا
تغترَّ بخَصْلةٍ من خِصال الخيرِ، وتغفَل عن الخِصال الكثيرةِ من الشرّ، وهذه
أيضًا حكمةٌ عظيمةٌ، لأن بعضَ الناسِ يقُول: فُلان عِنده خَير. ولو كَان مُنحرفًا،
لا خيرَ فيه، كما أن صاحبَ السنَّة ولو كانَ عندَه شرٌّ قليلٌ فَالْزَمْهُ؛ لأنه
صَاحِب سنَّة.