قالَ
المُؤلِّف رحمه الله: وتعلمُ أن عُثمانَ بن عَفَّان رضي الله عنه قُتِل مظلومًا، ومن
قَتَلَه كانَ ظالمًا.
فمن
أَقَرَّ بما في هذا الكِتاب وآمنَ به واتَّخَذَه إمامًا، ولم يَشُكّ في حرفٍ منه، ولم
يَجْحَد حرفًا واحدًا؛ فهو صاحبُ سنةٍ وجماعَة، كاملٌ قد اكتملتْ فيه الجَماعة، ومن
جَحَدَ حرفًا مما في هذا الكِتاب، أو شكَّ في حرفٍ منه، أو شَكَّ ووَقَفَ، فهو صَاحِب
هوًى.
**********
وإذا أُفْرِد الآلُ دخلَ فيهم الصحَابة؛ لأن الآلَ يُطلَق إطلاقينِ:
* إطلاقٌ يُراد به القَرَابة وهم الذِين تَحرُم عليهم الصَّدَقة.
* وإطلاقٌ يُراد به أَتْبَاعه، فإن الأتباعَ يُقال لهم: «آلٌ» مِثل: «آلُ فِرعونَ» يَعني: أَتْباع فِرعونَ، و «آلُ محمدٍ» أتباعُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
أما الصَّلاة على غَير النبيِّ صلى الله عليه وسلم منفردًا كالصحابيِّ
وحدَه أو المُسلِم وحدَه فهذا يَجوز ما لم يُتَّخَذ شِعارًا، تقولُ: اللهمَّ صَلِّ
على فُلانٍ فهذا جائزٌ ما لم يُتَّخَذ شِعارًا كما هو عِند الرَّافِضَة، وأما
الصَّلاة على غَير الرَّسُول صلى الله عليه وسلم بَعض الأحيانِ فلا بأسَ بذلك، فقد
قالَ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ
صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى» ([1])، واللهُ جل وعلا
أَمَرَه بذلك قالَ تَعالى:﴿وَصَلِّ
عَلَيۡهِمۡۖ﴾ أي: ادعُ لهم ﴿إِنَّ
صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ﴾ [التوبة: 103].
قولُه: «وعلى آلِه فَقَط» آلُه:
المُراد بهم أَتْبَاعه.
قولُه: «وتعلمُ أن عُثمانَ بن عَفَّان رضي الله عنه قُتِل مظلومًا» هذا سبقَ بَيانه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1426)، ومسلم رقم (1078).
الصفحة 2 / 199