×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وقَوْلُه: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ الآية  [النساء: 36].

****

 

﴿وَلَا تُشۡرِكُواْ: اتْرُكوا الشِّرْكَ، وهو تسوية غيرِ الله بالله فيما هو من خصائص الله.

﴿شَيۡ‍ٔٗاۖ: نَكِرةٌ في سياق النَّهْي، فتَعُم الشِّرْك: كبيرَه وصغيرَه.

المَعْنى الإْجْماليُّ للآية: يأمر الله - سبحانه - عبادَه بعبادته وحْدَه لا شريك له، وينهاهم عن الشِّرْك، ولم يَخُصَّ نوعًا من أنواع العبَادة، لا دُعاءً ولا صلاةً ولا غيرَهما؛ ليَعُمَّ الأمْرُ جميعَ أنواع العبَادة، ولم يَخُصَّ نوعًا من أنواع الشِّرْك؛ ليَعُمَّ النَّهْيُ جميعَ أنواع الشِّرْك.

مُنَاسَبة الآية لِلْباب: أنَّها ابتدأت الأمر بالتَّوحيد والنَّهْيِ عن الشِّرْك، ففيها تفسيرُ التَّوحيد بأنَّه عبَادة الله وحْدَه وترْكُ الشِّرْك.

ما يُستفاد من الآية:

1- وجوبُ إفرادِ الله بالعبَادة، لأنَّ الله أَمَر بذلك أوَّلاً، فهو آكد الواجبات.

2- تحريمُ الشِّرْكِ، لأنَّ الله نَهَى عنه، فهو أشدُّ المُحرَّمات.

3- أنَّ اجتنابَ الشِّرْك شرطٌ في صحة العبَادة، لأنَّ الله قَرَن الأمْرَ بالعبَادة بالنَّهْيِ عن الشِّرْك.

4- أنَّ الشِّرْكَ حرامٌ قليلُه وكثيرُه، كبيرُه وصغيرُه، لأنَّ كلمة نَ﴿شَيۡ‍ٔٗاۖنكرةٌ في سِياق النَّهْي، فتَعُمُّ كلَّ ذلك.

5- أنَّهُ لا يجوز أن يُشْرَك مع الله أحدٌ في عبادته، لا مَلَكٌ ولا نَبِيٌّ ولا صالحٌ من الأوْلِياء ولا صَنَمٌ؛ لأنَّ كلمة ﴿شَيۡ‍ٔٗاۖعَامَّةٌ.


الشرح