وقَوْلُه: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ أَلَّا تُشۡرِكُواْ
بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ﴾ الآيات [الأنعام: 151، 153].
****
﴿تَعَالَوۡاْ﴾: هَلَمُّوا
وأقبِلُوا.
﴿أَتۡلُ﴾: أقْصُص عليكم وأُخْبِرُكم.
﴿حَرَّمَ﴾: الحرام الممنوعُ
منه، وهو ما يُعاقَب فاعلُه ويُثاب تاركُه.
الآيات: أيْ إِلى آخر
الآياتِ الثَّلاثِ من سورة الأنعام، من قَوْلِه: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ﴾ إِلى قَوْلِه في خِتام الآيةِ الثَّالثةِ: ﴿ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ
لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾.
المَعْنى
الإْجْماليُّ للآية: يأمر الله نَبِيَّه أن يقول لهَؤُلاءِ المُشْركين الذين
عَبَدوا غير الله، وحَرَّموا ما رزقهم الله، وقتلوا أولادهم تقرُّبًا للأَصنَام،
فعلوا ذلك بآرائهم وتسويلِ الشَّيطان لهم: هَلَمُّوا أقُصُّ عليكم ما حرَّم
خالقُكُم ومالكُكُم تحريمًا حقًا، لا تخرُّصًا وظنًا، بل بوَحْيٍ منه، وأمْرٍ من
عنده، وذلك فيما وصاكم به في هذِه الوصايا العَشْرِ، التي هي:
أوَّلاً: وصَّاكم ألاَّ
تُشْركوا به شيئًا، وهذَا نهْيٌ عن الشِّرْك عمومًا، فشَمِل كلَّ مُشْرَكٍ به من
أنواع المعبودات من دون الله، وكلَّ مُشْرَكٍ فيه من أنواع العبَادة.
ثانيًا: ووصَّاكم أن تُحسِنوا
بالوالدَين إحسانًا، ببِرِّهِما وحِفْظِهما وصِيانتِهما وطاعتِهما في غير معصية
الله، وترْكِ التَّرفُّع عليهما.
ثالثًا: ووصَّاكم أنْ لا تقتلوا أولادكم من إمْلاقٍ، أي: لا تَئِدُوا بناتكم، ولا تقتلوا أبناءكم خَشْيَةَ الفَقْر، فإنِّي رازقُكم ورازقُهم، فلستم تَرزقونهم، بل ولا تَرزقون أنفسَكم.