×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

ولهما في حديث عِتْبان: «فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ»([1]).

****

 3- وجوبُ تجنُّبِ الإفراط والتَّفريط في حقِّ الأنْبِياء والصَّالحين، فلا نجحد فضْلَهم، ولا نغلو فيهم فنصرف لهم شيئًا من العبَادة، كما يفعل بعض الجُهَّال والضُّلاَّل.

4- أنَّ عقيدةَ التَّوحيد تُخالف جميعَ المِلَل الكُفْريَّةِ من اليَهُودِ والنَّصَارَى والوَثَنِيِّين والدَّهْرِيِّين.

5- أنَّ عُصاةَ المُوحِّدين لا يُخَلَّدون في النَّار.

عِتْبان: هو عِتبانُ بنِ مالكِ بنِ عَمْرِو بْنِ الْعَجَلاَنِ الأْنصَارِيِّ، من بَنِي سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ، صَحَابِيٌّ مشهورٌ، مات في خلافة مُعَاوِيَةَ.

ولهُمَا: أيْ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في صحيحَيهما هذَا الحديثَ بكماله، وهذَا طَرَفٌ منه.

«حَرَّمَ عَلَى النَّارِ»: التَّحْريم: المَنْع، أي مَنَعَ النَّارَ أنْ تمسَّه.

«يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ»: أيْ مُخْلِصًا من قلْبه ومات على ذلك، ولم يَقُلْها نِفاقًا.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث:

أنَّ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يُخبِر خبرًا مؤكَّدًا أنَّ من تلفَّظ بكلمة «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» قاصدًا ما تدُلُّ عليه من الإخلاص ونَفْيِ الشِّرْك عاملاً بذلك ظاهرًا وباطنًا ومات على تلك الحالِ لم تمسَّه النَّار يوم القيامة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (425)، ومسلم رقم (33).