المَعْنى الإْجْماليُّ
لِلْحديث: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا
وجَّه مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رضي الله عنه إِلى إِقليم الْيَمَنْ داعيًا إِلى الله
ومُعلِّمًا رَسَم له الخُطَّة التي يسير عليها في دعوته، فبيَّن له أنَّه سيواجه
قومًا أهلَ عِلْمٍ وجَدَلٍ من الْيَهُودِ والنَّصَارَى، ليكون على أُهْبةٍ
لمُناظرتهم ورَدِّ شُبَهِهِم، ثم ليبدأ في دعوته بالأهَمِّ فالمهمِّ، فيدعو
النَّاس إِلى إصلاح العقيدة أوَّلاً لأنَّها الأساس، فإذا انقادوا لذلك أَمَرَهم
بإقامِ الصَّلاة؛ لأنَّها أعظم الواجبات بعد التَّوحيد، فإذا أقاموها أَمَرَ أغنياءهم
بدفْع زكاة أموالهم إِلى فُقَرائهم؛ مُواساةً لهم وشكرًا لله، ثم حذَّره من أخْذِ
جَيِّد المال؛ لأنَّ الواجبَ الوَسَطُ، ثم حَثَّه على العدْل وترْك الظُّلْم؛
لِئَلاَّ يدعو عليه المظلومُ، ودعوتُه مُستجابةٌ.
مُناسَبة الحديث
لِلْباب: أنَّ أوَّل ما يُدعَى إليه شهادةُ أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، وفيه
إرْسالُ الدُّعاة لذلك.
ما يُستفاد من
الحديث:
1- مشروعيَّةُ
إرْسال الدُّعاة إِلى الله.
2- أنَّ شهادة أنْ
لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ أوَّلُ واجبٍ، وهي أوَّل ما يُدعَى إليه النَّاسُ.
3- أنَّ مَعْنى
شهادة أنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ توحيدُ الله بالعبَادة وترْكُ عبَادة ما سِواه.
4- أنَّه لا يُحْكَم
بإِسْلام الكافر إلاَّ بالنُّطْق بالشَّهادتين.
5- أنَّ الإِنسَان قد يكون قارئًا عالمًا وهو لا يعرف مَعْنى لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، أو يعرفُه ولا يعمل به كحال أهل الكتاب.