عن أَبِي وَاقِدٍ
اللَّيْثِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى
حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ، ولِلْمُشْرِكِينَ سِدْرَةٌ
يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا، ويَنُوطُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُمْ يُقَالُ لَهَا ذَاتُ
أَنْوَاطٍ. قَالَ: فَمَرَرْنَا بِسِدْرَةٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ
لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السُّنَنُ، قُلْتُمْ وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ﴾ [الأعراف: 138]، لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ»([1]). رواه
التِّرْمِذِيُّ وصحَّحه.
****
حُصول البركة منها
بتعظيمها ودُعائها، فالتَّبرُّك بالقُبور كالتبرُّك باللاَّت، وبالأشجارِ
والأحجارِ كالتبرُّك بالعُزَّى ومَناةَ.
ما يُستفاد من
الآيات:
1- أنَّ التَّبرُّكَ
بالأشجار والأحجارِ شِرْكٌ.
2- مشروعيَّةُ
مجادلةِ المُشركين لإبطال الشِّرْك وتقريرِ التَّوحيد.
3- أنَّ الحُكْمَ لا
يثبُت إلاَّ بدليلٍ ممَّا أنزل اللهُ، لا مُجرَّد الظَّنِّ وهَوَى النَّفْس.
4- أنَّ اللهَ قد
أقام الحُجَّة بما أرسل من الرُّسُل وأنزل من الكُتُب.
«أَبُو وَاقِدِ
اللَّيثِيِّ»: هو الْحَارِثُ بْنُ عوفٍ، صحابيٌّ مشهورٌ، مات سنة 68هـ وله 85 سنة.
«حُنَيْنٍ»: وادٍ يقع شرقي مَكَّةَ، بينه وبينها بِضْعةُ عشر ميلاً، قاتل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيلةَ هوازِنَ.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2180)، وأحمد رقم (21897)، وابن حبان رقم (6702).