عن عَلِيِّ بنِ
أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللهُ
مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا، وَلَعَنَ اللهُ
مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَْرْضِ»([1]). رواه مُسْلِم.
****
«لَعَنَ اللهُ»: اللَّعْنة من الله:
الطَّرْد والإبعاد، ومن المخلوقين السَّبُّ والدُّعاء.
«ذَبَحَ لِغَيرِ
اللهِ»: من الأَصنَام أو الأولياء والصَّالحين أو الجِنِّ أو غيرِ ذلك.
«لَعَنَ
وَالِدَيْهِ»: المراد بهما أبوه وأُمُّه وإن عَلَوْا، سواءٌ باشر لعْنَهما أو تسبَّب
فيه بأنْ يلْعنَ والدَيْ شخْصٍ فيردُّ عليه بالمِثْل.
«آوَى»: أيْ ضمَّ وحمى.
«مُحْدِثًا»: بكسر الدَّال
الجَانِي، وبفتحها هو الأمْر المُبتدَع في الدِّين، وإيواؤُه الرِّضا به.
«غَيَّرَ مَنَارَ
الأْرْضِ»: منارُ الأرض هي المراسيم التي تُفرِّق بين مُلْكِك ومُلْكِ جارِك،
وتغييرُها يكون بتقديمها أوْ تأخيرِها.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُحَذِّر صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ من أربع
جرائمَ، فيُخبِر أنَّ الله - تعالى - يَطْرُد من رحمته من ارتكب واحدةً منها:
الأولى: التَّقرُّبُ بالذَّبْح إِلى غير الله؛ لأنَّه صَرْفٌ للعبَادة إِلى غير مستحقِّها.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1978).