وقَوْلُه تعالى: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَٰهٞ مَّعَ
ٱللَّهِۚ قَلِيلٗا
مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62].
****
﴿مَّن﴾: أي مَنْ هو؟
﴿ٱلۡمُضۡطَرَّ﴾: المكروب الذي مسَّه الضُّرُّ.
﴿خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ﴾: الإضافة بمعنى «في»،
أي: يخلف كلُّ قرنٍ القرنَ الذي قبله في الأرض.
﴿أَءِلَٰهٞ مَّعَ ٱللَّهِ﴾: أي سِواه يفعل
هذِه الأشياءَ بِكُم ويُنعِمُ عليكم هذِه النِّعَم.
﴿قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾: أي تذكَّرون
تذكُّرًا قليلاً في عظمة الله ونِعَمِهِ عليكم، فلذلك أشركتم به غيره في عبادته.
المَعْنى
الإْجْماليُّ لِلآْية: يحتجُّ - تعالى - على المشركين في اتِّخاذهم الشُّفعاء
من دونه بما قد علموه وأقرُّوا به مِن إجابةِ الله لهم عندما يدعونه في حال
الشِّدَّة، وكشفِهِ السُّوءَ النَّازلَ بهم، وجَعْلِهم خُلَفاءَ في الأرض بعد
أمواتهم، فإذا كانت آلهتهم لا تفعل شيئًا من هذِه الأمورِ فكيف يعبُدونها مع الله،
ولكنَّهم لا يتذكَّرون نِعَمَ اللهِ عليهم إلاَّ تذكُّرًا قليلاً لا يُورثُ خشيةَ
الله؛ ولذلك وقعوا في الشِّرْك.
مُناسَبة الآْية
لِلْباب: أنَّ فيها بطلانَ الاستغاثةِ بغير الله؛ لأنَّه لا يُجيب المُضْطرَّ
ويكشفُ السُّوء النَّازلَ ويُحيي ويميت سِواه.
ما يُستفاد من الآية:
1- بطلانُ الاستغاثة
بغير الله فيما لا يقْدِر عليه إلاَّ اللهُ.
2- أنَّ المشركين مُقِرُّون بتوحيد الرُّبُوبِيَّة ولم يُدخلهم ذلك في الإِسْلام.