×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وروى الطَّبْرَانِيُّ بإسناده: أنَّه كانَ في زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُنَافِقٌ يُؤذِي المؤمنينَ، فقال بعضُهمْ: قومُوا بنا نستغيثُ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ هذَا المُنافقِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّهُ لاَ يُسْتَغَاثُ بِي، وإنَّمَا يُسْتَغَاثُ بِاللهِ»([1]).

****

3- الاستدلالُ على توحيد الإلهيَّة بتوحيد الرُّبُوبِيَّة.

4- الاحتجاجُ على المشركين بما أقرُّوا به على ما جحدُوه.

الطَّبْرَانِيُّ: هو الحافظ الإمام: سُلَيْمَانُ بنُ أَحْمَدَ صاحبُ المعاجم الثَّلاثةِ.

«بإسناده»: إِلى عُبَادة بنُ الصَّامِتِ رضي الله عنه.

«مُنَافِقٌ»: هو عَبْدُ الله بنُ أُبَيِّ بنِ سَلُول رأسُ المنافقين.

والنِّفاق هنا: إظهار الإِسْلام وإخفاءُ الكُفْر.

«نَسْتَغِيْثُ بِرَسُولِ اللهِ»: نطلب منه كَفَّ هذَا المُنافق عن الأذى.

«إنَّه لاَ يُسْتَغَاثُ بِي»: كرِهَ صلى الله عليه وسلم أنْ يُستعمَلَ هذَا اللَّفظُ في حقِّه تأدُّبًا مع الله.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: لمَّا قوِيَ الإِسْلام كان هناك صنفٌ من الكُفَّار رأوا الدُّخولَ في الإِسْلام ظاهرًا والبقاءَ على الكفر باطنًا، سُمُّوا بالمنافقين، وكان يَصدُر منهم من الأقوال والأفعال ما يضايقُ المسلمينَ، ومن ذلك ما حصل مِنْ هذَا الرَّجُلِ حتَّى طلب بعضُ الصَّحابة مِن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كفَّه وزجرَه، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقْدِر على ذلك، لكن لمَّا كانت الصِّيغة التي تقدَّموا بها إليه فيها إساءةُ أدبٍ مع الله تعالى


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (22706) بلفظ: « لا يقام لي، إنما يقام لله».