وفي «الصَّحيح» عن
أَنَسٍ رضي الله عنه قال: شُجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ
وَكُسِرَتْ رُبَاعِيَّتَهُ فَقَالَ: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ»
فَنَزَلَتْ: ﴿لَيۡسَ
لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ﴾([1]) [آل عمران: 128].
****
وضعفِهم، وأنَّهم قد
انتفت عنهم الشُّروط التي لا بُدَّ أن تكون في المَدْعُوِّ، وهي: مُلْكُ ما طُلِبَ
منه، وسماعُ الدُّعاء، والقدرةُ على استجابته، فمتى عُدِمَ شرْطٌ بَطُلَ أن يكون
مَدْعُوًّا فكيف إذا عُدمت كلُّها.
مُناسَبة الآْية
لِلْباب: أنَّ فيها البرهان القاطعَ على بُطْلان الشِّرْك والرَّدَ على المشركين.
ما يُستفاد من
الآية:
1- بُطْلانُ
الشِّرْك بالدَّليل القاطعِ والبُرْهانِ الواضحِ.
2- بيانُ الشُّروط
التي يجب توافرها في المَدْعُوِّ المُستغاثِ به وهي:
أ- مُلْكهُ لما
طُلِبَ منه.
ب- سَماعُهُ لدعاء
مَن دعاه.
ج- القدرةُ على
إجابته.
3- أنَّ العقيدة
مَبناها على البُرهان واليقينِ لا على الظَّنِّ والتَّخرُّصِ والتَّقليدِ الأعمى.
4- إثباتُ علم الله
بعواقب الأمور.
«في الصَّحيح»: أي في
الصَّحيحَين.
«شُجَّ»: الشَّجَة الجرح في الرَّأس والوجهِ خاصةً.
([1]) أخرجه: البخاري تعليقًا في كتاب المغازي باب [آل عمران: 128].(5/99).