وقَوْلِه تعالى: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا
تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيًۡٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن
يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ ﴾ [النجم: 26].
****
إلاَّ بإذنه، فلا أحدٌ يملك أن يتكلَّم يوم القيامة
إلاَّ إذا أَذِن الله سبحانه وتعالى له في الكلام.
مُناسَبة الآْيتين
لِلْباب: أنَّ فيهما الرَّدَّ على المُشركين الذين اتَّخذوا الشُّفعاء من دون الله
من الملائكة والأنبياءِ والأَصنَام المُصوَّرة على صُوَر الصَّالحين، يظنُّون
أنَّهم يملكون من الشَّفاعة شيئًا فيستطيعون أن يشفعوا عند الله سبحانه وتعالى
بغير إذنه.
ما يُستفاد من
الآْيتين:
1- الرَّدُّ على
المُشركين الذين يطلبون الشَّفاعة من المخلوقين.
2- أنَّ الشَّفاعة
مُلْكٌ لله وحْدَه فيجب طلبها منه وحْدَه.
3- بيانُ عَظَمَة
الله وكِبْرِيائه وخُضوع جميع الخلْق لسلطانه.
4- في الآية
الثَّانية إثبات الشَّفاعة لمن أذن الله له بها.
﴿وَكَم﴾: خبريةٌ في موضع
رفْعٍ على الابتداء. ومعناها: كثيرٌ من الملائكة.
﴿لَا تُغۡنِي﴾: لا تُجْدِي ولا تنفع. في موضع رفْع خبرُ المبتدأ.
﴿إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ﴾: لهم في الشَّفاعة.
﴿لِمَن يَشَآءُ﴾: من عباده.
﴿وَيَرۡضَىٰٓ ﴾: عنه قولَه
وعمَلَه.
مَعْنى الآْية إجْمالاً: يُخبِر - تعالى - أنَّ كثيرًا من الملائكة مع مكانتهم عنده لا تُجْدِي شفاعتهم في أحدٍ شيئًا، ولا تنفعه إلاَّ إذا أَذِن