﴿مِّن دُونِ ٱللَّهِ﴾: أيْ: غيره لينفعوكم بزعمكُم.
﴿مِثۡقَالَ﴾: وزن.
﴿ذَرَّةٖ ﴾: من خيرٍ أو شرٍّ، والمراد بالذَّرَّة النَّمْلَةُ
الصَّغيرةُ. ويُقال لكل جُزْءٍ من أجزاء الهَباء ذَرَّةٌ.
﴿شِرۡكٖ ﴾: شَرِكة مع الله.
﴿وَمَا لَهُ﴾: أيْ: للهِ تعالى.
﴿مِنۡهُم﴾: من الآلهة.
﴿مِّن ظَهِيرٖ﴾: مُعين يُعينه على تدبير أمر السَّماوات والأرض.
﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥ﴾: أيْ عند الله -
تعالى - ردٌّ لقولهم: إنَّ آلهتَهم تشفع عنده.
﴿إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥ﴾: أن يشفع لغيره.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْيتين: يأمر الله - سبحانه - نَبِيَّه أن يقول للمُشركين على وجه التَّحدِّي: اطلبوا من آلهتكم التي زعمتم أنَّها تنفعكم وتكشفُ الضُّرَّ عنكم، فإنَّهم لا يقْدِرون على ذلك؛ لأنَّهم لا يملكون من الكون وَزْنَ أصغر نَمْلَةٍ مُلْكًا مُستقلاً، وليس لهم في الكون أدنى شَرِكةٍ مع الله، وليس منهم أحدٌ يُعِين الله في تصريف الأمور، ولا يقْدِرون على التَّقدُّم بين يديه في الشَّفاعة لكم إلاَّ إذا أَذِن لهم بذلك، وهو لا يأذن بالشَّفاعة لمُشرِكٍ، فهم لا يملكون شيئًا استقلالاً ولا يُشاركون في المُلْك ولا يُعاونون المالك ولا يملكون الشَّفاعة عنده بغير إذنه. فبطُلت عبادتُهم من دون الله.