في الصَّحيح عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ
الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلِ
بْنُ هِشَامٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: «يَا عَمِّ، قُلْ:
لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ»، فَقَالاَ
لَهُ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ؟، فَأَعادَ عليْهِ النَّبيُّ
صلى الله عليه وسلم فَأَعادَا، فَكانَ آخِرُ مَا قَالَ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ
المُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ»
فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ
لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ﴾ [التوبة: 113].
وَأَنْزَلَ اللهُ
تَعَالَى فِي أَبِي طَالِبٍ: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن
يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾([1]) [القصص: 56].
****
«ترجمة ابن المُسَيِّب»: هو سَعِيدُ بنُ
المُسَيِّبِ، أحدُ العلماء والفقهاء الكِبار، من التَّابعين، مات بعد التِّسعين.
«في الصَّحيح»: أي: صحيح
البُخَارِيِّ.
«عن أَّبِيهِ»: المُسَيِّبُ
صحابيٌّ تُوُفِّيَ في خلافة عُثْمَانَ.
«لَمَّا حَضَرَتْ
أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ»: أيْ: علاماتُها ومُقدِّماتُها.
«يا عَمِّ»: «عمِّ» منادَى
مضاف حُذِفَتْ منه الياءُ وبقيت الكَسْرةُ دليلاً عليها.
«كَلِمَةً»: بالنَّصْب على
البدل من «لاَ إِلَه إلاَّ اللهُ».
«أُحَاجَّ»: بتشديد الجيم مفتوحةً على الجزم بجواب الأمْر، من المُحاجَّة وهي بيان الحُجَّة، أي: أُشْهِد لك بها عند الله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1360)، ومسلم رقم (24).