وعن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله
عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً
مِنَ النُّجُومِ، فَقَدْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ»([1]) رواه أَبُو
دَاوُدَ بإسنادٍ صحيحٍ.
****
«مَن اقْتَبَسَ»: مَن تعلَّم.
«شُعْبةً»: طائفةً وقِطْعةً.
«شُعْبَةً مِنَ
السِّحْرِ»: المعلوم تحريمُهُ.
«زَادَ ما
زَادَ»: يعني: كلَّما زادَ مِن علْم النُّجوم زاد له مِن الإثْم مِثْلِ إثمِ
السَّاحر، أو زاد مِن اقتباس شُعَبِ السِّحْرِ مِثْلِ ما زادَ مِن اقتباس علم
النُّجوم.
المَعْنى
الإْجْماليُّ للحديث: يُخبِر صلى الله عليه وسلم في هذَا الحديثِ خبرًا
معناه النَّهْيُ والتَّحذيرُ أنَّ مَن تعلَّم شيئًا مِن التَّنجيم فقد تعلَّم
شيئًا مِن السِّحر المُحرَّم، وكلَّما زاد تعلُّمُه التَّنجيمَ زاد تعلُّمُه
السِّحر؛ وذلك لأنَّ التَّنجيم تحكُّمٌ على الغيب بحيث إنَّ المُنَجِّمَ يُحاول
اكتشاف الحوادثِ المُستقبَلةِ التي هي مِن علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه.
مُناسَبة الحديث
لِلْباب: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أخبر فيه أنَّ التَّنجيم نوعٌ مِن أنواع
السِّحر.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- تحريمُ التَّنجيم
الذي هو الإخبار عن المُستقبل اعتمادًا على أحوالِ النُّجوم؛ لأنَّه مِن ادِّعاء
علم الغيب.
2- أنَّ التَّنجيم
مِن أنواع السِّحر المُنافي للتَّوحيد.
3- أنَّه كلَّما زاد تعلُّمُه للتَّنجيم زاد تعلُّمه للسِّحر.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3905)، وابن ماجه رقم (3726)، وأحمد رقم (2840).