×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وقالَ ابنُ عَبَّاسٍ، فِي قَوْمٍ يَكْتُبُونَ أَبَاجَادٍ، وَيَنْظُرُونَ فِي النُّجُومِ، قَالَ: مَا أَرَى مِنْ فِعْلِ ذَلِكَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ خَلاقٍ([1]).

****

«يَكْتُبونَ أبا جاد»: أيْ: يقطعُون حروف «أبجد هوز... إلخ» التي تُسمَّى حروف الجُمَل ويتعلَّمونها لادِّعاء علم الغيب.

«ويَنظُرونَ في النُّجُوم»: أيْ: ويعتقدون أنَّ لها تأثيرًا فيبنُون أُمورَهم على زعمٍ فاسدٍ واعتقادٍ باطلٍ في النُّجُوم والحسابِ الذي يظُنُّون أنَّهم يُدركون به علمَ الغيب.

«مَا أرَى»: بفتح الهمزة بمعنى: لا أعْلَمُ، وبضمِّها بمعنى: لا أَظُنُّ.

«مِن خَلاَق»: مِن نصِيبٍ.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلأَْثَر: يقول ابنُ عَبَّاسٍ: لا أعْلَمُ ولا أَظُنُّ أنَّ مَن يكتب حروف أبا جاد وينظر في النُّجوم ويبني على ذلك الحُكْمَ على المستقبل، ما أرى لمَن فَعَل ذلك نصيبًا عند الله؛ لأنَّ ذلك يدخل في حُكْم العرَّافين المُدَّعِين لعلم الغيب.

مُناسَبة الأَْثَر لِلْباب: أنَّه يدُلُّ على أنَّ كتابةَ أبا جاد وتعلُّمَها لمَن يدَّعي بها معرفةَ علم الغيب، والنَّظرَ في النُّجوم على اعتقاد أنَّ لها تأثيرًا كُلَّ ذلك يدخل في العِرافة، ومَن فَعَلَه فقد أضاع نصيبه من الله.

ما يُستفاد من الأَْثَر:

1- تحريم تعلُّم أبي جاد على وجْهِ ادِّعاءِ علمِ الغيب به؛ لأنَّه يُنافي

التَّوحيد. أمَّا تعلُّمُها للتهجِّي وحسابِ الجُمَل فلا بأس به.


الشرح

([1])  أخرجه: البيهقي في «الشعب» رقم (4831).