ولأبي دَاوُدَ
بسندٍ صحيحٍ عن عُرْوَةَ بنِ عَامِرٍ، قَالَ: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ وَلاَ تَرُدُّ
مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ لاَ
يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلاَّ أَنْتَ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلاَّ أَنْتَ،
وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِكَ»([1]).
****
تَرْجَمَةُ عُرْوَة: هو: عُرْوَةُ بنُ
عَامِرٍ القُرَشِيُّ، وقيل: الجُهَنِيُّ المَكِّيُّ، ذَكَره ابنُ حِبَّانَ في
الثِّقات.
«وَلاَ تَرُدُّ
مُسْلِمًا»: بخلاف الكافر فإنَّها تَرُدُّه عن قَصْدِه.
«لاَ يَأْتِي
بِالْحَسَنَاتِ... إلخ»: أيْ: ولا تأتي الطِّيَرَةُ بالحسنات ولا تدفع
السَّيِّئات.
«وَلاَ حَولَ»: الحَوْلُ:
التَّحوُّل والانتقالُ مِن حالٍ إِلى حالٍ.
«وَلاَ قُوَّةَ»: على ذلك.
«إِلاَّ بِكَ»: وحْدَك.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يذكر الرَّاوي أنَّ الطِّيَرَة ذُكرت عند النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ليُبيِّن حُكْمَها وما يُعْمَلُ حيالَها، فأبطل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الطِّيَرَةَ، وأخبر أنَّ الْفَأْلَ منها؛ ولكنْ خيرٌ منها، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنَّ الطِّيَرَة لا تَرُدُّ مُسْلِمًا عن قصْده؛ لإيمانه أنَّه لا ضارٌّ ولا نافعٌ إلاَّ اللهُ، وإنَّما تَرُدُّ المُشْرِك الذي يعتقدها، ثُمَّ أرْشَدَ صلى الله عليه وسلم إِلى العِلاج الذي تُدْفَع به الطِّيَرَةُ وهو هذَا الدُّعاء المُتضمِّن تعلُّق القلب وحْدَه في جلب النَّفْع ودفع الضُّرِّ والتَّبَرِّي من الحَول والقُوَّةِ إلاَّ بالله.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3719).