وعن ابْنِ
مَسْعُودٍ مرفوعًا: «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنَّا
إِلاَّ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ»([1]) رواه أَبُو
دَاوُدَ والتِّرْمِذِيُّ وصحَّحه، وجعل آخره مِن قولِ ابنِ مَسْعُودٍ.
****
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ فيه إبطالَ الطِّيَرَة، وبيانَ ما تُدْفَع به، واستثناءَ الفَأل
منها.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- إبطالُ
الطِّيَرَة وبيانُ ما تُدْفَع به من الدُّعاء والذِّكر.
2- أنَّ ما يقع في
القلب من الطِّيَرَة لا يضرُّ، بل يُذْهِبُه الله بالتَّوكُّل.
3- أنَّ الفَألَ من
الطِّيَرَة، وهو خيرُها.
4- وجوبُ التَّوكُّل
على الله والتَّبَرِّي مِن الحَول والقُوَّةِ.
«الطِّيَرَة شِرْكٌ»: لِما فيها مِن
تعلُّق القلب على غير الله.
«ومَا مِنَّا
إِلاَّ»: فيه إضمارٌ تقديرُه: ومَا مِنَّا إلاَّ وَقَعَ في قلبه شيءٌ منها.
«يُذْهِبُهُ بالتَّوكُّل»: أي: التَّوَكُّل
على الله في جلْب النَّفع ودفع الضُّرِّ يُذهِبُ الطِّيَرَةَ.
«آخِرَه من قول ابنِ
مَسْعُودٍ»: وهو قولُه: «وَمَا مِنَّا... إلخ» وهو الصَّواب؛ لأنَّها شِرْكٌ،
والنَّبِيُّ معصومٌ مِنَ الشِّرْك.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: أنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم يُخْبِر ويُكرِّر الإخبارَ؛ ليتقرَّر مضمونُه في القلوب، أنَّ الطِّيَرَة شِرْكٌ؛ لِمَا فيها مِنْ تعلُّق القلب على غير الله وسوءِ الظَّنِّ به.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3910)، والترمذي رقم (1614).