وقولهِ:﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ
إِلَّا ٱللَّهَۖ﴾ الآية.
****
- الذي لا بُدَّ أن ينال الرُّسُلَ وأتْباعَهم
ممَّن خالفهم - جعل ذلك في فراره منه وتركِهِ السَّببَ الذي ناله من أجله كعذابِ
الله الذي فرَّ منه المؤمنون، ففرَّ مِن أَلَمِ عذاب أعداء الله في تركِهِ دِينَه
إِلى عذاب الله، فاستجار من الرَّمْضاء بالنَّار، وإذا نصر الله جُنْدَه وأولياءَه
قال: إنِّي كُنْتُ معكم والله عليمٌ بما انطوى عليه صدرُهُ من النِّفاق.
مُناسَبة الآْية
لِلْباب: أنَّها أفادت أنَّ الخوفَ من النَّاس أن ينالوه بما يَكْرَهُ بسبب
الإيمان بالله من جملة الخوف من غير الله المستلزمِ لضعف الإيمان.
ما يُستفاد من
الآْية:
1- أنَّ الخوفَ مِن
أذى النَّاس بسبب الإيمان خوفٌ مِن غير الله.
2- وجوبُ الصَّبرِ
على الأذى في سبيل الله.
3- دناءةُ هِمَّةِ
المنافقين.
4- إثباتُ عِلْمِ
اللهِ تعالى.
تمام الآية: ﴿فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن
يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18].
﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ﴾: أيْ: إنَّما
تستقيم عمارتها بالعبَادة والطَّاعةِ.
﴿مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ﴾إلخ: أي: الجامعِين للكَمالات العلميَّةِ والعمليَّةِ.