وعن عَائِشَةَ رضي
الله عنها، أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَى
اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضي اللَّه عَنْه وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ وَمَنِ
الْتَمَسَ رِضَى النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ
عليه الناس»([1]) رواه ابنُ
حِبَّانَ في صحيحه.
****
الحديثَ بما يُؤكِّد
ويُوضِّح ما قرَّره في أوَّله بأنَّ العطاءَ والمنعَ يجريان بأمر الله وحَسَب
حِكْمته، ولا يرجعان إِلى حِرْص العبد أو كراهتِه.
مُناسَبة الْحديث
لِلْباب: أنَّ فيه وجوبَ تعلُّقِ القلب بالله في جَلْبِ النَّفع، ودفع الضُّرِّ،
وخوفِه وخشْيتِه وحْدَه، وعدمِ الالتفات إِلى الخَلْق بمدحٍ أو ذمٍّ على ما يحصل
مِن الإعطاءِ والمنعِ.
ما يُستفاد من
الْحديث:
1- وجوبُ التَّوكُّل
على الله وخشْيتِه وطلبِ الرِّزْق منه.
2- إثباتُ القضاء
والقَدَر.
3- عدمُ الاعتماد
على الأسباب.
4- تقديمُ رضا الله
على رضا المخلوق.
«الْتَمَسَ»: طلبَ.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُبيِّن صلى الله عليه وسلم الطَّريقَ الذي يحصل به رضا الله، ورضا النَّاس، والطَّريقَ الذي يحصل به سخَطُ الله، وسخَطُ النَّاس، وذلك أنَّ النَّاس لقصور معرفتهم بالعواقب وغَلَبَةِ المُؤثِّرات عليهم قد تتعارض رغبتُهُم مع ما شَرَعَه الله ممَّا فيه صلاحُهم عاجلاً
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2414)، وابن حبان رقم (276) واللفظ له.