وعن أَنَسٍ رضي
الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنّ عظَمَ الجَزَاءِ مَعَ
عِظَمِ البَلاءِ وإنّ الله تعالى إذا أحَبَّ قَوْماً ابْتلاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ
فَلَهُ الرّضَى ومَنْ سَخِطَ فلَهُ السُّخْطُ»([1]). حسَّنه
التِّرْمِذِيُّ.
****
«عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ»:
بكسر العين وفتح الظاء أيْ: مَن كان ابتلاؤه أعظمَ فجزاؤه أعظمَ.
«فمَنْ رَضِيَ»: بما قضاه الله
وقدَّره عليه مِن الابتلاء.
«فلَهُ الرِّضَا»: من الله جزاءً
وِفَاقًا.
«ومَن سَخِطَ»: بكسر الخاء
والسَّخَط: الكراهيَّةُ للشَّيء وعدمُ الرِّضا به.
«فلَهُ السَّخَط»: أيْ: مِن الله
عقوبةً له.
المَعْنى الإْجْماليُّ
لِلْحديث: يُخبِر صلى الله عليه وسلم أنَّ عِظَم الأجرِ وكَثْرةَ الثَّواب مع عِظَم
الابتلاء والامتحانِ الذي يجري على العبْد في هذِه الدُّنْيا إذا صَبَر واحْتَسَب،
وأنَّ مِن علامةِ محبَّةِ اللهِ لعبدهِ أنْ يبتليَه؛ فإنْ رضِيَ بقضاء الله
وقدَرِه عليه واحْتَسَب الأجْر والثَّوابَ وأحْسَن الظَّنَّ بربِّه رضي الله عنه
وأثابه، وإن تسخَّطَ قضاءَ الله وجزعَ لِما أصابه سَخِطَ اللهُ عليه وعاقبه.
مُناسَبة الْحديث لِلْباب: أنَّ فيه بيانَ
علامة محبَّة الله لعبده وبيانَ حِكْمته فيما يُجريه عليه من المكاره.
ما يُستفاد من الْحديث:
1- بيانُ علامةِ محبَّة الله
لعبده وهي الابتلاء.
2- وصْفُ اللهِ بالمحبَّة والرِّضا والسَّخَطِ على ما يليق بجلاله.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2398)، وابن ماجه رقم (4021)، والبيهقي في «الشعب» رقم (9325).