المَعْنى الإْجْماليُّ لِلآْيات: أنَّ الله سبحانه
وتعالى أنْكَر على مَن يدَّعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء
قبله، وهو مع ذلك يُريد أن يتحاكم في فصْل الخصومات إِلى غير كتاب الله وسُنَّة
رسوله، ويُحاكمَ إِلى الطَّاغوت الذي أمَر اللهُ عبادَه المؤمنين أن يكفروا به؛
ولكنَّ الشَّيطان يُريد أن يضلَّ هَؤُلاءِ المُتحاكمِين إِلى الطَّاغوت عن سبيل
الهدى والحقِّ ويُبعدهم عنه؛ وإذا دُعِيَ هَؤُلاءِ إِلى التَّحاكم إِلى كتاب الله
وسُنَّة رسوله أعرضوا إعراضَ استكبارٍ وتمتُّعٍ - فماذا يكون حالُهم وصنيعُهم إذا
نزلت بهم المصائب واحتاجوا إِلى الرَّسُول في ذلك؛ ليدعو الله لهم ويحلُّ مشاكلَهم
- فجاؤوه يعتذرون عمَّا صدر منهم، بأنَّهم لم يريدوا مخالفته في عُدُولِهم إِلى
غيره، وإنَّما أرادوا الإصلاح والتَّأليفَ بين النَّاس، فيُبدون هذِه الأعذار
الباطلةَ ليُبرِّروا فعلَهم حينما يفتضحون.
ما يُستفاد من
الآْيات:
1- وجوبُ التَّحاكمِ
إِلى كتاب الله وسُنَّةِ رسوله والرِّضا بذلك والتَّسليمُ له.
2- أنَّ مَن تحاكم
إِلى غير الشَّريعةِ الإِسْلاميَّةِ، فليس بمؤمنٍ وليس بمُصلِحٍ وإن ادَّعى أنَّه
يقصد الإصلاحَ.
3- أنَّ مَن حَكَم
بغير ما أنزل الله فهو طاغوتٌ، ومَن تحاكم إِلى غير ما أنزل الله، فهو مُتحاكمٌ
إِلى الطَّاغوت وإن سمَّاه بأيِّ اسم.
4- وجوبُ الكُفْرِ بالطَّاغوت.