وروى عَبْدُ
الرَّزَّاقِ عن مَعْمَرٍ عن ابنِ طَاوُسٍ عن أبيه عن ابنِ عَبَّاسٍ: «أنَّه رَأَى
رَجُلاً انْتَفَضَ لَمَّا سَمِعَ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي
الصِّفَاتِ؛ اسْتِنْكَارًا لِذَلِكَ فَقَالَ: مَا فَرَقُ هَؤُلاءِ؟ يَجِدُونَ
رِقَّةً عِنْدَ مُحْكَمِهِ وَيَهْلَكُونَ عِنْدَ مُتَشَابِهِهِ» انتهى.
*****
وعدمِ قَبوله ممَّا
يشتَبه عليهم فهمُه، ويصعبُ عليهم إدراكُه؛ وقد قال ذلك حينما كَثُر القُصَّاص -
أي: الوُعَّاظ - في خلافته.
مُناسَبة الأَْثَر
لِلْباب: يأتي بيانها بعد ذِكْر الأَثَر الذي بعده.
ما يُستفاد من
الأَْثَر: أنَّه إذا خُشِيَ ضررٌ مِن تحديثِ النَّاسِ ببعض ما لا يفهمون، فلا ينبغي
تحديثُهم بذلك وإن كان حقًّا. التَّراجم:
1- عَبْدُ
الرَّزَّاقِ هو: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بنُ هُمَامٍ الصَّنْعانيُّ
الإمامُ الحافظُ صاحبُ المُصنَّفات مات سنة 211هـ رحمه الله.
2- مَعْمَر هو: أبُو عُرْوَةَ
مَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ الأْزْديُّ البصريُّ، ثقةٌ ثبْتٌ، مات سنة 154هـ رحمه الله.
3- ابنُ طَاوُوسٍ
هو: عَبْدُ اللهِ بنُ طَاوُوسٍ اليمانيُّ، ثقةٌ فاضلٌ عابدٌ، مات سنة 132هـ
رحمه الله.
«انْتَفضَ»: أي: ارْتَعَد.
«فقال»: أيْ: ابنُ
عَبَّاسٍ.
«ما»: استفهاميَّةٌ.
«فَرَقُ»: بفتح الفاء
والرَّاء أيْ: خَوْف.
«هَؤُلاءِ»: يُشير إِلى أُناسٍ يحضرون مجلسَه مِن عامة النَّاس.