عن ابنِ عُمَرَ ومُحَمَّدِ بنِ كَعَبٍ وزَيْدِ بنِ
أسْلَمَ وقَتَادَةَ دَخَلَ حديثُ بعضِهِمْ في بعضٍ: «أَنَّهُ قَالَ رَجُلٌ فِي
غَزْوَةِ تَبُوكَ: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا هَؤُلاءِ أَرْغَبَ بُطُونًا،
وَلاَ أَكْذَبَ أَلْسُنًا، وَلاَ أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ - يعني رَسُولَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ القُرَّاءَ - فَقَالَ لَهُ عَوْفُ بنُ مَالِكٍ:
كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ مُنَافِقٌ، لَأخُبِرَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم،
فَذَهَبَ عَوْفٌ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَهُ فَوَجَدَ
الْقُرْآنَ قدْ سَبَقَهَ، فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم وَقدْ ارْتَحَلَ ورَكِبَ نَاقَتَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ
إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَتَحَدَّثُ حَدِيثَ الرَّكْبِ نَقْطَعُ بِهِ عَنَّا
الطَّرِيقَ». قال ابنُ عُمَرَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيهِ مُتَعَلِّقًا بنِسْعَةِ
نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإنَّ الْحِجَارَةَ تَنْكُبُ
رِجْلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّمَّا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ، فَيَقُولُ لَهُ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ ٦٥ لَا
تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ
بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ﴾ [التوبة: 65- 66]، ومَا يتلفتُ إليه، ومَا يزيدُهُ عليهِ([1]).
****
التَّراجم:
1- ابنُ عُمَر هو:
عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنهما.
2- مُحَمَّدُ بنُ
كَعَبٍ هو: مُحَمَّدُ بنُ كَعَبٍ بنِ سُلَيْمٍ القُرَظيُّ المدنيُّ، وهو ثِقةٌ
عالِمٌ، مات سنة 120هـ.
3- زَيدُ بنُ أسْلَمَ هو: مولى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه وهو ثِقةٌ مشهورٌ، مات سنة 136هـ رحمه الله.
([1]) أخرجه: الطبري في «تفسيره» (14/333).