×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

وعن عبَادة بنُ الصَّامِتِ: أنَّه قال لابْنِه: يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الإِْيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ»، يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي»([1]).

وفي روايةٍ لأَحْمَدَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَجَرَى فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»([2]).

وفي روايةٍ لابنِ وَهْبٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ أَحْرَقَهُ الله بِالنَّارِ».

*****

التَّراجم:

1- قال لابْنِهِ: هو: الوَلِيدُ بنُ عبَادة، وُلِدَ في عهْد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو مِن كِبار التَّابعين، ومات بعد السَّبْعين رحمه الله.

2- ابنُ وَهْبٍ: هُو عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبِ بنِ مُسْلِمٍ المِصريُّ، الثِّقةُ الفقيهُ صاحب مالكٍ، وُلِدَ سنة 125هـ، تُوُفِّيَ سنة 197هـ رحمه الله.

«طَعْمَ الإِيْمَان»: أيْ: حلاوته؛ فإنَّ له حلاوةً وطعمًا من ذاقَهما تسلَّى عن الدُّنْيا وما عليها.

«ما أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ... إلخ»: أي: أنَّ ما قُدِّر عليك مِن الخيرِ والشَّرِّ فلن يتجاوزَك، وما لم يُقدَّر عليك فلن يُصيبَك.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (3319)، والطبراني في «الشاميين» رقم (59).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (22705)، والبزار رقم (2687).