وفي المُسْنَدِ
والسُّنَنِ عن ابنِ الدَّيْلَمِيِّ قالَ: «أَتَيْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ،
فَقُلْتُ: فِي نَفْسِي شَيْءٌ مِنَ الْقَدَرِ فَحَدِّثْنِي بِشَيْءٍ لَعَلَّ
اللَّهَ يُذْهِبُهُ مِنْ قَلْبِي، فَقَالَ: لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا
مَا قَبِلَهُ اللَّهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا
أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ،
وَلَوْ مِتَّ عَلَى غَيْرِ هَذَا لَكُنْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ، وَزَيْدَ بْنَ
ثَابِتٍ فَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي بِمِثْلِ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم »([1]) حديثٌ صحيحٌ رواه
الْحَاكِمُ في صحيحه.
****
ما يُستفاد من
الأْثَر:
1- وجوبُ الإيمانِ
بالقَدَر.
2- الوعيدُ
الشَّديدُ المُترتِّب على إنكار القَدَر.
3- إثباتُ القَلَمِ
وكِتابة المقادير الماضيةِ والمستقبَلَةِ به إِلى قيامِ السَّاعة.
التَّراجم: ابنُ
الدَّيْلَمِيّ هُو: عَبْدُ اللهِ بنُ فَيْرُوزٍ الدَّيْلَمِيُّ، ثِقةٌ، من
كِبار التَّابعين، وأبوه فَيْرُوزٌ قاتلُ الأسْوَدِ العنْسِيِّ الكذَّابِ.
«وفي الْمُسْنَدِ
والسُّنَنِ»: أي: في مسندِ الإمامِ أَحْمَدَ وسُننِ أَبِي دَاوُدَ وابنِ مَاجَه.
«في نَفْسِي شَيءٌ
من القَدَر»: أيْ: شكٌّ واضطرابٌ يُؤدِّي إِلى جَحْدٍ.
«لَو أَنْفَقْتَ... إلخ»: هذَا تمثيلٌ لا تحديدٌ.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4699)، وابن ماجه رقم (77)، وأحمد رقم (21589).