وفيه عن ابْنِ
مَسْعُودٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «خَيْرُ
النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ
يَجِيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ
شَهَادَتَهُ»([1]).قَالَ
إِبْرَاهِيمُ: «كَانُوا يَضْرِبُونَنَا عَلَى الشَّهَادَةِ وَالعَهْدِ وَنَحْنُ
صِغَارٌ».
****
5- ذمُّ التَّنعُّمِ
والرَّغْبةِ في الدُّنْيا والإعراضِ عن الآخرة.
6- عَلَمٌ مِن
أعلامِ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بالشَّيءِ قبل وقوعهِ فوقع كما
أخبر.
التَّراجم:
إِبْرَاهِيمُ هو: أَبُو عِمْرَانَ إِبْراهِيمُ بنُ يَزِيدٍ النَّخعيُّ الكوفيُّ، مِن
التَّابعين ومن فقهائهم، مات سنة 96هـ رحمه الله.
«تَسْبِقُ شَهادةُ
أَحَدِهِمْ يَمِينَه... إلخ»: أيْ: يجمع بين اليمين والشَّهادةِ، فتارةٌ تسبق هذِه
وتارةٌ تسبق هذه.
«كَانُوا»: أي: التَّابعون.
«يضربُونَنَا عَلى
الشَّهَادَة... إلخ»: أيْ: لئلاَّ يعتادوا إلزامَ أنفسِهِم بالعُهود؛ لِمَا
يلزم الحالفُ مِن الوفاء، وكذا الشَّهادة لئلاَّ يسهُلَ عليهم أمْرُها.
المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يُخبِر صلى الله عليه وسلم أنَّ خيرَ هذِه الأُمَّةِ القُرونُ الثَّلاثةُ، ثُمَّ يأتي مِن بعدهم قومٌ يتساهلون في الشَّهادة واليمين؛ لضعْف إيمانهم، فيخفُّ عليهم أمْرُ الشَّهادة واليمينِ تحمُّلاً وأداءً؛ لقِلَّة خوفهم مِن الله وعدمِ مُبالاتهم بذلك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2652)، ومسلم رقم (2533).