×
المُلخَّص في شرحِ كتَابِ التَّوحيد

«فإنْ أبَوْا»: أي امتنعُوا عن الدُّخُولِ في الإِسْلام ودفْعِ الجِزْيةِ.

«حَاصَرْتَ أهْلَ حِصْنٍ»: الحِصْنُ: كلُّ مكان محميٌّ مُحرَزٍ، وحاصرتَهم: ضَيَّقتَ عليهم وأحطْتَ بِهم.

«ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ نبيِّه»: الذِّمَّةُ هنا العهْد.

«أن تُخْفِرُوا ذِمَمَكُم»: أي: تنقضوا عُهودَكم.

المَعْنى الإْجْماليُّ لِلْحديث: يذْكُر لنا هذَا الصَّحابيُّ الجليلُ - بُرَيْدَةُ بنُ الحَصِيبِ رضي الله عنه - ما كان يفعله النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عندما يرسِلُ الجيوش والسرايا للقتال في سبيل الله، أنَّه كان يوصي القُوَّادَ بالتَّحرُّزِ بطاعة الله مِن عقوبته بالتزام التقوى، ويأمرهم بالشُّروع في الغزْو مستعينين بالله ليقاتلوا الكفار؛ لإزالة كُفْرهم حتَّى يكون الدِّين كلُّه لله، وينهاهم عن الخِيانة في العُهود والأخْذِ مِن المغانم قبل قِسْمتها، وعن تشويه القتْلى وقتلِ مَن لا يستحقُّ القتْل من الوِلْدانِ. وعندما يُلاقون عدوَّهم، فإنَّهم يُخيِّرونهم بين ثلاثة أمورٍ: إمَّا أنْ يدخلوا في الإِسْلام، وإمَّا أن يُؤدُّوا الجِزْيةَ، وإمَّا أن يُقاتلوهم، فإن دخلوا في الإِسْلام خُيِّرُوا بين أمرين: إمَّا الانتقال إِلى دار الهجرة، ولهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، وإمَّا البقاءُ مع أعراب المسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم. ثُمَّ يُوصي صلى الله عليه وسلم القُوَّادَ عندما يُحاصرون الكُفَّار في معاقِلهم فيطلُب الكُفَّارُ منهم أنْ يجعلوا لهم عهدَ اللهِ وعهدَ نبيِّهِ، أنْ لا يجعلوا لهم ذلك، ولكن يجعلوا لهم عهدهم هم؛ فإنَّ نقْضَ عهْدِ اللهِ وعهْدِ رَسُولِه أعظمُ جُرمًا مِن نقض عهودهم. وإذا طلبوا منهم النُّزولَ على


الشرح