×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

أما إذا تركنا الناس على عقائدهم، وخرافاتهم، وشركياتهم، ونقول: «مع ذلك هم مسلمون» فهذا من الغش للناس، ولا تجوز المداراة في هذا، ولا تجوز المداهنة في هذا وإرضاء الناس.

أما أن يقول: «لست قادرًا على إيذاء الناس أو التعرض لعقائدهم فيؤذونني، ويضربونني... إلى آخره»، فكيف يكون هذا داعية؟! الداعية لا بد أن يتعرض للمضايقات والمعارضات، ولكن عليه أن يصبر على هذا، وما أصابه فهو في سبيل الله عز وجل وقرأنا في التاريخ عن كثير من الدعاة إلى الله -بدءًا بالرسول صلى الله عليه وسلم - أنهم أُوذوا وهُدِّدوا وضايقهم الناسُ ولكنهم صبروا، وفي النهاية صارت العاقبة لهم، {وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلۡمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128].

وهذا ينبغي أن يعرف ويعلم؛ لأن - الآن - هناك مَن يُزَهِّدُ في التوحيد وعقيدة التوحيد، ويقول: «أنتم تتهمون الناس، أنتم تكفرون الناس»! أيهما الذي ينفع الناس: مَن يبين لهم عقيدتهم وينصح لهم، أو الذي يجاملهم ويغشهم ويداهنهم؟ فهذا الذي في الحقيقة يغش الناس، كيف يكون داعية وهو هكذا؟!

فيجب التنبه لهذا الأمر، وهذه الدسيسة التي دسَّها علينا الأعداء، يريدون تذويب العقيدة، ويكفي أن الإنسان يقول: «أنا مسلم»!

الإسلام أساسه العقيدة، ما يكون مسلمًا إلا إذا كان على عقيدة صحيحة، من صحت عقيدته فهو مسلم، وإن صدر منه بعض الذنوب وبعض الخطايا فهو مسلم، ولكن إذا لم يكن عنده عقيدة فهذا ولو صلى الليل والنهار، وصام الدهر، وتصدق بالأموال، وفعل ما فعل لا ينفعه ذلك، فليس بمسلم حتى يحقق ويصحح العقيدة أولاً؛


الشرح