{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن
يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ} [النساء: 48] الشرك لا
يغفره الله لمن مات عليه، بينما لو مات الإنسان على التوحيد ولكن عنده خطايا وعنده
ذنوب وكبائر، فهو مظنة المغفرة، وأيضًا لو عذب فإنه مآله إلى الجنة، ولا يخلد في
النار، بينما المشرك مخلد في النار؛ قال تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ
بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ}وقال: {إِنَّهُۥ
مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ
وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ}
[المائدة: 72].
فالأبلغ
من هذا أن من مات على الشرك الأكبر فإنه مخلد في النار، وأما من مات على التوحيد
والسلامة من الشرك فإنه من أهل الجنة، سواء عفا الله عنه وغفر له وأدخله الجنة من
غير عذاب، أو أن الله عذبه في النار على قدر ذنوبه ثم يخرجه من النار ويدخله
الجنة؛ كما قال تعالى: {ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ
وَهُم مُّهۡتَدُونَ}
[الأنعام: 82] الظلم هنا المراد به: الشرك، هؤلاء لهم الأمن، أما من عنده شرك فليس
له أمن، لا في الدنيا ولا في الآخرة، حتى يخلص العبادة لله عز وجل.
ونحن
الآن بين أيدينا كتاب من الكتب المؤلفة في التوحيد، وهو كتاب «تجريد التوحيد المفيد» للإمام تقي الدين أحمد بن علي المقريزي
الشافعي المصري.
هذا
الإمام تبحر في العلوم والفنون، وخرجت له مؤلفات كثيرة معروفة، ومنها هذه العقيدة:
«تجريد التوحيد المفيد».
وسمي بالمقريزي؛ نسبة إلى حارة في بعلبك، يقال لها: حارة المقارزة، أو حي المقارزة، فأصله من بعلبك، وقد ولد وتوفي بمصر.