والصلاة
من الملائكة: الاستغفار ([1]).
والصلاة
من الآدميين: الدعاء، كما في قوله تعالى: {خُذۡ
مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ
عَلَيۡهِمۡۖ} [التوبة: 103]؛ أي: ادع
لهم، إذا دفعوا لك زكاة أموالهم فادع لهم.
والصلاة
على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة؛ لأن الله أمر بها، وتارة تكون مستحبة في
مَوَاضعَ، وللإمام ابن القيم كتاب حافل مستقل اسمه «جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام»، فيه مباحثُ عظيمةٌ
في هذا الموضوع.
فالحاصل: أن الصلاة والسلام على
نبينا صلى الله عليه وسلم من حقوقه علينا: أن نصلي ونسلم عليه كلما ذكر، وأحيانًا
تجب الصلاة؛ كما هي ركن من أركان الصلاة في التشهد الأخير.
قوله
رحمه الله:
«خَاتَمِ النَّبِيِّينَ» خاتم أي:
آخر؛ فلا نبي بعده.
فمن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم: أن تؤمن وتعتقد أنه آخر الرسل، فلا نبي بعده إلى أن تقوم الساعة؛ كما قال تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ} [الأحزاب: 40]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ» ([2])، و«أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي» ([3])، فمن ادعى النبوة بعده فهو كذاب، ومن صَدَّقَ المتنبئين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر؛ لأنه مكذب لقول الله تعالى: {وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ}، ومكذب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ»؛ ولذلك حكم المسلمون وأئمة الإسلام على المتنبئين بالكفر؛
([1])أخرجه: البخاري رقم (659)، ومسلم رقم (649).