إلا من تاب منهم، وآخرهم
في وقتنا القادياني الباكستاني الذي ادعى النبوة، واسمه أحمد القادياني، وقد تبعه
فئام كثيرة من الناس، ولهم دعوة الآن، وتدعمهم الدول الكافرة، ويسمون بـ «الأحمدية»، وقد كفرهم علماء المسلمين في
مشارق الأرض ومغاربها، ومُنِعوا من الدخول إلى المسجد الحرام في الحج؛ لأنهم كفار؛
لأنه ليس بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي، وليس بعد شريعة الإسلام شريعة، وأما
نزول المسيح عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان فهو ينزل ويكون تابعًا للرسول محمد
صلى الله عليه وسلم، حاكمًا بشريعة الإسلام، لا يأتي بشرع جديد، وإنما يأتي بشريعة
الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون تابعًا للرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله رحمه الله: «وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ»، بعدما صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، صلى على آله، وإذا ذكر الآل والأصحاب، فالآل: هم القرابة، والأصحاب: هم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم من غير القرابة، فكل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على ذلك فهو صحابي، ومن آمن به ولم يلقه فهو تابعي؛ مثل النجاشي رحمه الله آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يَرَ الرسول صلى الله عليه وسلم ومات وهو لم ير الرسول؛ فهو من التابعين، فكل من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ولم يره فهو تابعي، سواء في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم أو بعده، أما من لقيه وهو غير مؤمن به فليس صحابيًّا؛ مثل سائر المشركين الذين لقوا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوه وجلسوا معه ومشوا معه، ولم تحقق لهم لقياهم بالنبي صلى الله عليه وسلم الصحبة رضي الله عنهم فهم كفار، فما داموا لقوه وهم كفار فليسوا صحابة، وقوله: «ومات على ذلك» يخرج بذلك من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به ولكنه ارتد، فمن لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ولكنه ارتد؛ فهذا تبطل صحبته وتبطل جميع أعماله والعياذ بالله؛