فَهَذا كِتَابٌ جَمُّ الفَوَائِدِ بَدِيعُ
الفَرَائِدِ، يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ أَرَادَ اللهَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ
سَمَّيْتُهُ: «كِتَابَ تَجْرِيدِ
التَّوْحِيدِ الْمُفِيدِ» وَاللهَ أَسْأَلُ العَوْنَ علَى الْعَمَلِ بِهِ
بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ.
****
الشرح
قوله
رحمه الله:
«فَهَذا كِتَابٌ» هذا إشارة لهذه
الرسالة.
«جَمُّ الفَوَائِدِ»: يعني: كثير الفوائد،
وهو كذلك؛ لأنه في أهم شيء؛ وهو العقيدة.
«ينتفع به» أي: بهذا الكتاب «من أراد الله والدار الآخرة»؛ لأنه
يتضمن الاعتقاد السليم، والمنهج القويم، المأخوذ من الكتاب والسنة، وهو ينتفع به
المؤمن الذي يسلم به قصده ونيته لله عز وجل.
أما
من يريد الهوى، ولا يريد الآخرة، وإنما يريد رغبة نفسه وهواه، ويريد رأيه، ويركب
رأسه من الفرق الضالة التي لا تريد العقيدة السليمة؛ فإنه لا ينتفع بهذا الكتاب،
بل يحرمه الله من الانتفاع بهذا الكتاب وغيره، بل لا ينتفع من القرآن والسنة، فهذا
الكتاب على منهج القرآن مأخوذ من السنة، فالذي لا يعتقد ما فيه فإنه يكون خاسرًا،
لا لأنه كتاب فلان، أو كلام فلان؛ بل لأنه من الكتاب والسنة، وعلى عقيدة السلف
الصالح ومنهج السلف الصالح.
«مَنْ أَرَادَ اللهَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ» أما أهل الأهواء، والفرق الضالة، وأهل المذاهب المنحرفة فهم لا ينتفعون بهذا الكتاب ولا بغيره؛ فليسوا عبرة إذا رفضوه، وكثير من أهل الشر اليوم ينتقدون كتب التوحيد وكتب العقيدة، ويصفونها بالتشدد، ويصفونها بالرجعية... إلى آخره، ولكن هذا لا يضر أهل الحق أبدًا، ولا يرخص هذه العقيدة عند أهل الحق؛ بل يزيدها ثباتًا.