×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

حتى يأتي بتوحيد الألوهية، وهذه العقائد لا تخرج عن دين المشركين، فالمشركون يقرون بتوحيد الربوبية؛ فأتعبوا أنفسهم فيما لا طائل تحته.

قال رحمه الله: «بَلْ أَقَرُّوا بِأَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - وَحْدَهُ خَالِقُهُمْ، وَخَالِقُ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَالقَائِمُ بِمَصَالِحِ العَالَمِ كُلِّهِ» هذا مذكور في القرآن في سورة «يونس» وغيرها من السور: أن المشركين يقرون بتوحيد الربوبية.

قوله رحمه الله: «وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا تَوْحِيدَ الإِلَهِيَّةِ» فقد عاندوا وأصروا على آلهتهم وشركهم؛ ولذلك حلت دماؤهم وأموالهم، ووجب جهادهم.

«كَمَا قَدْ حَكَى اللهُ - تَعَالَى - عَنْهُمْ فِي قَوْلِهِ: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ} [البقرة: 165] » الموحدون أحبوا الله وحده فقط، ولم يحبوا معه غيره محبة عبادة وذل وخضوع، والمشركون يحبون الله ويحبون معه غيره؛ ولذلك قال عز وجل: {وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَشَدُّ حُبّٗا لِّلَّهِۗ} أي: المؤمنون أشد حبًّا لله من حب المشركين لله؛ لأن المشركين يحبون الله ويحبون معه غيره، فلم يخلصوا له في المحبة، أما أهل التوحيد والمسلمون فقد أفردوا الله بالمحبة، التي هي محبة العبادة.

{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ} فالمشركون يحبون مع الله أصنامهم؛ لأنهم ما عبدوها إلا لأنهم يحبونها محبة العبادة، ويقاتلون دونها أيضًا؛ فهم يحبونها.


الشرح