وهو توحيد الألوهية؛
فالرسل يأمرون بتوحيد الألوهية: {وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ} [النساء: 36]، والمشركون يقولون: «لا، لا نترك آلهتنا»؛ ولهذا أبوا أن
يقولوا: «لا إله إلا الله»؛ لأن
معناها إبطال آلهتهم، فهم لا يريدون تركها، فأبوا أن يقولوها، ولكن القبوريين
اليوم يقولون: «لا إله إلا الله»،
ويعبدون غير الله؛ لأنهم لا يميزون هذا من هذا، فصار المشركون الأولون أعرف منهم،
وأحذق منهم؛ ولذلك امتنعوا من قول «لا إله
إلا الله»؛ لأن معناها أن يتركوا معبوداتهم، أما هؤلاء فهم يقولونها ويعبدون
غير الله؛ يعبدون الموتى والأضرحة والقبور، فهم لا يفهمون؛ ولهذا يقول الشيخ محمد
بن عبد الوهاب رحمه الله: «فلا خير في رجل
جهال الكفار أعلم منه بمعنى: لا إله إلا الله» !
قوله
رحمه الله:
«وَلِهَذَا كَانَتْ كَلِمَةُ الإِسْلاَمِ:
«لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»» هي الكلمة التي من قالها دخل في الإسلام؛ لأنه
التزم بترك عبادة غير الله، وبإفراد الله بالعبادة، هذا مضمون هذه الكلمة؛ ولذلك
تسمى «لا إله إلا الله» كلمة التوحيد،
والعروة الوثقى، وكلمة التقوى؛ قال تعالى: {وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ
وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهۡلَهَاۚ}
[الفتح: 26].
و
«لا إله إلا الله» مفتاح الجنة،
ومفتاح دار السلام.
و
«لا إله إلا الله» من قالها عند موته
دخل الجنة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا
مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ([1]).
وقال أيضًا: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([2]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (916).