×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله رحمه الله: «فَمَنْ أَحَبَّ غَيْرَ اللهِ - تَعَالَى - وَخَافَه وَرَجَاهُ وَذَلَّ لَهُ كَمَا يُحِبُّ اللهَ - تَعَالَى - وَيَخَافُهُ وَيَرْجُوهُ، فَهَذَا هُوَ الشِّرْكُ الَّذِي لاَ يَغْفِرُهُ اللهُ» أما أن تحب المال وتحب الزوجة وتحب الأولاد وتحب الصديق؛ فهذه محبة طبيعية، ليست محبة عبادة؛ فليس معها ذل وخضوع، هذه محبة طبيعية، ومحبة العبادة هي التي يكون معها ذل وخضوع وتعبد.

قوله رحمه الله: «فكيف بمن كان غير الله - تعالى - آثر عنده وأحب إليه، وأخوف عنده، وهو في مرضاته أشد سعيًا منه في مرضاة الله؟!» فكيف بمن زاد في محبة الأصنام على محبته لله، إن كان عنده محبة لله؟! هذا أشد، فهم لم يعبدوا الأصنام عبثًا؛ بل عبدوا الأصنام؛ لأنهم يحبونها؛ ولذلك يقاتلون دونها، ويبذلون أنفسهم وأموالهم دونها؛ لأنهم يحبونها، وتعلقت قلوبهم بها، كما قال عز وجل عن بني إسرائيل: {وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} [البقرة: 93] فقد أحبوا العجل وعبدوه من دون الله، قالوا: {هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ} [طه: 88] أي: ولكن موسى نسي وذهب يبحث عن ربه! هكذا قالوا، والعياذ بالله.

قوله رحمه الله: «وَأَخْوَفَ عِنْدَهُ» كذلك يخافون من الموتى أكثر مما يخافون من الله، وإذا قيل لأحدهم: «احلف بالله»؛ حلف وبادر، وإذا قيل له: «احلف بالولي الفلاني»؛ ارتعد وخاف، وأبى أن يحلف! هذا شيء موجود عند القبوريين الآن: أنهم يخافون الموتى أكثر مما يخافون الله عز وجل ويتوقعون أنهم يضرونهم لو لم يتقربوا إليهم، يضرونهم ويصيبونهم بالموت والآفات، فيعتقدون أن الموتى في القبور يضرون وينفعون، وأنك لو ما عبدتهم وتقربت إليهم يضرونك في مالك وفي نفسك!


الشرح