كما قال قوم هود لهود عليه السلام: {إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٖۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ ٥٤مِن دُونِهِۦۖ فَكِيدُونِي جَمِيعٗا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ٥٥} [هود: 54، 55] رجل واحد يتحدى أمة كاملة بهذا التحدي، هذا معجزة من معجزاته عليه الصلاة والسلام هذا يبطل قولهم: {قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئۡتَنَا بِبَيِّنَةٖ وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِيٓ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ وَمَا نَحۡنُ لَكَ بِمُؤۡمِنِينَ} [هود: 53]، وما أعظم هذه البينة! فقد تحداهم كلهم وأصنامهم أنهم يكيدونه؛ أي: يضرونه، ومع هذا ماذا صار بعد ذلك؟ أنجى الله نبيه هودًا عليه السلام ومن آمن معه، وأهلك الكفرة.