×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

فَإِذَا كَانَ المُسَوِّي بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ غَيْرِه فِي ذَلِكَ مُشْرِكًا فَمَا الظَّنُّ بِهَذَا ؟! فَعِيَاذًا بِاللهِ مِنْ أَنْ يَنْسَلِخَ القَلْبُ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالإِسْلاَمِ كَانْسِلاَخِ الحَيَّةِ مِنْ قِشْرِهَا وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُسْلِمٌ مُوَحِّدٌ فَهَذَا أَحَدُ أَنْوَاعِ الشِّرْكِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «إِذَا كَانَ المُسَوِّي بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ غَيْرِه فِي ذَلِكَ مُشْرِكًا؛ فَمَا الظَّنُّ بِهَذَا؟!»، أي: إذا كان المُسَوِّي بين الله وبين غيره في ذلك مشركًا، فكيف بهذا الذي زاد معبودًا على الله عز وجل فخافه أكثر من الله، ورجاه أكثر من الله، ما ظنكم به؟! وهذا واقع في عباد القبور اليوم، يخافون من الموتى، ويقولون: «لا تقل شيئًا؛ لئلا يصيبوك، ويصيبوا أولادك»! وليست المسألة أنهم يعطونهم، بل إنهم يخافون منهم: «حتى لا يصيبوهم في أولادهم وفي أنفسهم» زعموا!

وقد يبتلى والعياذ بالله ويصاب، فيظن أن هذا من الميت، مع أن هذا ابتلاء من الله، وامتحان من الله عز وجل.

قوله رحمه الله: «فَعِيَاذًا بِاللهِ مِنْ أَنْ يَنْسَلِخَ القَلْبُ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالإِسْلاَمِ كَانْسِلاَخِ الحَيَّةِ مِنْ قِشْرِهَا» يعني: ينسلخ الإنسان من التوحيد والإسلام، ويخرج إلى الكفر والشرك بالتدرج شيئًا فشيئًا حتى لا يبقى عنده شيء من التوحيد ولا من الإسلام، إذا ترك الحق فإنه يبتلى بالباطل، ويزيد الباطل في نفسه حتى يخرج إلى كفر ما كفره غيره من العالم.

قوله رحمه الله: «وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُسْلِمٌ مُوَحِّدٌ» ما أكثرهم الآن! وهم يظنون أنهم مسلمون، وأنهم موحدون، وهم يقولون: «يا فلان، يا علي، يا عبد القادر»! فأين الإسلام وأين التوحيد وأنت تدعو غير الله، 


الشرح