هذا هو مقتضى الفطر التي فطر الله الناس عليها: {فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ} [الروم: 30] يعني: خالصًا لله {فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ} [الروم: 30]؛ فالله خلق الخلق حنفاء على الفطرة، لكن الشياطين تجتالهم عن فطرتهم، وتغير فطرتهم، والتربية السيئة تغير الفطرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1])، ولم يقل: «يسلمانه» يعني: يجعلانه مسلمًا؛ لأن هذا هو الأصل، وأما اليهودية والنصرانية والمجوسية فهذه طارئة، وليست هي الأصل.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1358) ومسلم رقم (2658).