×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَقَالَ - تَعَالَى - عَنْ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام: {أَئِفۡكًا ءَالِهَةٗ دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ ٨٦فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٨٧} [الصافات: 86، 87]، أَيْ: فَمَا ظَنُّكُمْ أَنْ يُجَازِيَكُمْ إِذَا عَبَدْتُمْ مَعَهُ غَيْرَهُ، وَظَنَنْتُمْ أَنَّهُ يَحْتَاجُ فِي الاطِّلاَعِ عَلَى ضَرُورَاتِ عِبَادِهِ لِمَنْ يَكُونُ بَابًا لِلْحَوَائِجِ إِلَيْهِ؟! وَنَحْو ذَلِكَ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَقَالَ - تَعَالَى - عَنْ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام: {أَئِفۡكًا ءَالِهَةٗ دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ ٨٦فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٨٧} [الصافات: 86، 87] »، فالمشرك ظن بالله ظن السوء؛ حيث أشرك به من ليس له شيء من العبادة، فأشركه مع الله عز وجل !

فإبراهيم عليه السلام قال لأبيه وقومه ينكر عليهم: {مَا تَعۡبُدُونَ}؟ لأنهم كانوا يعبدون الأصنام، {قَالُواْ نَعۡبُدُ أَصۡنَامٗا فَنَظَلُّ لَهَا عَٰكِفِينَ ٧١قَالَ هَلۡ يَسۡمَعُونَكُمۡ إِذۡ تَدۡعُونَ ٧٢أَوۡ يَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ يَضُرُّونَ ٧٣ قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ ٧٤} [الشعراء: 70- 74] فليس لهم حجة إلا التقليد.

وفي الآية الأخرى قال لهم: {إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ ٨٥ أَئِفۡكًا ءَالِهَةٗ دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ ٨٦فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٨٧} [الصافات: 85- 87] ما هو هذا الظن الذي ظننتم برب العالمين فأشركتم معه هذه الأصنام وهذه الجمادات الناقصة العاجزة؟!


الشرح