×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

قوله رحمه الله: «المُعْرِضُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَالاسْتِعَانَةِ بِهِ» فلا يعبدونه، ولا يستعينون به، عطلوا هذا نهائيًّا والعياذ بالله {نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ} [التوبة: 67].

قوله رحمه الله: «بَلْ إِنْ سَأَلَهُ - تَعَالَى - أَحَدُهُمْ وَاسْتَعَانَ بِهِ فَعَلَى حُظُوظِهِ وَشَهَوَاتِهِ» وإن استعان بالله واحد من هؤلاء فإنما يستعين به على حظوظه في الدنيا، وشهواته في الدنيا: {فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِي ٱلدُّنۡيَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖ} [البقرة: 200] فليس له هم إلا الدنيا، وإذا دعا الله فإنما يطلب منه ملاذ الدنيا وشهواتها، ولا يطلب الآخرة، ولا تخطر له على بال؛ فهذا لم يعبد الله، ولم يستعن به الاستعانة المطلوبة التي هي الاستعانة على العبادة، أما الاستعانة على أمور الدنيا وحدها فهذه ليست بشيء.

قوله رحمه الله: «وَاللهُ - سُبْحَانَهُ - يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ» كما قال تعالى: {يَسۡ‍َٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ} [الرحمن: 29] أي: كل ساعة هو -سُبْحَانَهُ- في شأن؛ أي: في تدبير لخلقه، وأمر، ونهي، وتصريف دائمًا وأبدًا، فـ {كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ}.

قوله رحمه الله: «وَيَسْأُلُه أَوْلِيَاؤُهُ وَأَعْدَاؤُهُ» يسأله أولياؤه المتقون، ويسأله أعداؤه؛ فالكفار والمشركون يسألون الله، لا غنى بهم عن الله، فإذا وقعوا في الشدة سألوا الله عز وجل: {دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ} [يونس: 22] أي: الدعاء، {وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ} [الإسراء: 67]، {هُوَ ٱلَّذِي يُسَيِّرُكُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا كُنتُمۡ فِي ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَيۡنَ بِهِم بِرِيحٖ طَيِّبَةٖ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتۡهَا رِيحٌ عَاصِفٞ وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ} [يونس: 22] فيخلصون؛


الشرح