×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 لأنهم يعلمون أنه لا ينقذ من الشدائد إلا الله، تضمحل أصنامهم ومعبوداتهم، ما تنقذهم من الشدائد، يعرفون هذا فيخلصون لله في هذه الحالة.

{يَسۡ‍َٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ} [الرحمن: 29] حتى المشركون، حتى الكفار، يسألونه في حالات الضرورة والشدائد.

قوله رحمه الله: «فَيُمِدُّ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ» قال تعالى: {مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومٗا مَّدۡحُورٗا ١٨ وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا ١٩} [الإسراء: 18، 19]؛ فالله يعطي هؤلاء وهؤلاء: من طلب ودعاه للآخرة أعطاه، ومن دعاه للدنيا فهذا تحت المشيئة: إن شاء الله أعطاه، وإن شاء حرمه: {كُلّٗا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا} [الإسراء: 20] أي: ممنوعًا، قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ» ([1])، {مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} [فاطر: 2]؛ فلا أحد يمنع ما أعطاه الله، ولا أحد يعطي ما منعه الله أبدًا؛ فالعطاء والمنع بيد الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (844)، ومسلم رقم (593).