×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 ولكن هذا زيادة في عذابه والعياذ بالله، فليس إكرامًا له؛ لأنه في تأخير حياته يزداد إثمًا وعذابًا، فليس هذا من صالحه، والله عز وجل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته: {وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} [آل عمران: 178].

فالكافر والمشرك إذا مد في أجله فهذا شر له، والمؤمن إذا مد في أجله فهذا خير له، وخير الناس من طال عمره، وحسن عمله.

قوله رحمه الله: «فَلْيَتَدَبَّرِ العَاقِلُ هَذَا، وَلْيَعْلَمْ أَنَّ إِجَابَةَ اللهِ لِسُؤَالِ بَعْضِ السَّائِلِينَ لَيْسَتْ لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ؛ بَلْ قَدْ يَسْأَلُهُ عَبْدُهُ الحَاجَةَ فَيَقْضِيهَا لَهُ وَفِيهَا هَلاَكُهُ، وَيَكُونُ مَنْعُهُ مِنْهَا حِمَايَةً لَهُ وَصِيَانَةً» قال تعالى: {وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا} [الإسراء: 11] فقد يدعو الإنسان بما فيه هلاكه، فإما أن يستجيب الله له عقوبة له، وإما أن يمنعه وهذا خير له، فلو استجاب له لكان ضررًا عليه؛ لذلك من دعاء الله ولم يستجب له فلا يتحسر، وليعلم أن الله ما أخر إجابته إلا لصالحه، ولا يقول: «دعوت ودعوت فلم يستجب لي»، وليكثر من الدعاء، ولا ييأس، ولا يقل: «الدعاء لا ينفع، دعوت ودعوت فلم يستجب لي»! لم يستجب لك هذا من صالحك؛ لأنه لو عجل لك ما طلبت لكان فيه هلاكك: {وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} [البقرة: 216].

قوله رحمه الله: «وَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَهُ اللهُ، وَالإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَة» أي: الإنسان تشهد عليه أعضاؤه وجلده يوم القيامة، فهي بصيرة عليه؛ أي: شاهدة عليه.


الشرح