×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 وَعَلاَمَةُ هَذَا: أَنَّكَ تَرَى مَنْ صَانَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ - وَهُوَ يَجْهَلُ حَقِيقَةَ الأَمْر - إِذَا رَآهُ - سُبْحَانَهُ - يَقْضِي حَوَائِجَ غَيْرِهِ يُسِيءُ ظَنَّهُ بِهِ -تَعَالى- وَقَلْبُهُ مَحْشُوٌّ بِذَلِكَ وَهُوَ لاَ يَشْعُرُ.

وَأَمارَةُ ذَلِكَ: حَمْلُهُ عَلَى الأَقْدَارِ، وَعِتَابُهُ فِي البَاطِنِ لَهَا.

وَلَقَدْ كشَفَ اللهُ - تَعَالَى - هَذَا المَعْنَى غَايَةَ الكَشْفِ فِي قوله تعالى: {فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ ١٥وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ ١٦كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ ١٧} [الفجر: 15- 17] أَيْ: لَيْسَ كُلُّ مَنْ أَعْطَيْتُهُ وَنَعَّمْتُهُ وَخَوَّلْتُهُ فَقَدْ أَكْرَمْتُهُ، وَمَا ذَاكَ لِكَرَامَتِهِ عَلَيَّ، وَلَكِنَّهُ ابْتِلاَءٌ مِنِّي وَامْتِحَانٌ لَهُ؛ أَيَشْكُرُنِي؛ فَأُعْطِيهُ فَوْقَ ذَلِكَ، أَمْ يَكْفُرُ بِي فَأَسْلُبهُ إِيَّاهُ وَأُحَوِّلهُ عَنْهُ لِغَيْرِهِ؟.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَعَلاَمَةُ هَذَا: أَنَّكَ تَرَى مَنْ صَانَهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ - وَهُوَ يَجْهَلُ حَقِيقَةَ الأَمْر - إِذَا رَآهُ - سُبْحَانَهُ - يَقْضِي حَوَائِجَ غَيْرِهِ يُسِيءُ ظَنَّهُ بِهِ -تَعَالى- وَقَلْبُهُ مَحْشُوٌّ بِذَلِكَ وَهُوَ لاَ يَشْعُرُ» إذا دعا الله ولم يستجب له، ورأى أن غيره يستجاب له ربما يقع في نفسه شيء من الحرج، وسوء الظن بالله عز وجل ولا يعلم أنه ربما يكون في إجابة الدعاء ضرر على العبد، وربما يكون في منع إجابة الدعاء خير للعبد، فليرض عن الله سبحانه وتعالى ولا يجزع.

قوله رحمه الله: «وَأَمارَةُ ذَلِكَ: حَمْلُهُ عَلَى الأَقْدَارِ، وَعِتَابُهُ فِي البَاطِنِ لَهَا» إذا لم يحصل للإنسان شيء يسب القدر! ولا يعلم أن هذا من الله عز وجل لا من الأقدار، ولا من الأسباب. قوله تعالى: {فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ ١٥وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ ١٦كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ ١٧} [الفجر: 15- 17]


الشرح