×
إفَادَة الْمُسْتَفِيد فِي شَرْحِ تَجْرِيدِ التَّوْحِيدِ الْمُفِيد

 فقد تموت الراحلة والمسافة باقية بسببه، فلو أنه أخذ الطريق بالاعتدال، وهون على راحلته في السير، ونام أول الليل وأدلج آخر الليل وقت البراد، وأخذ السير بالسعة؛ لبلغ المنى، واستراح أيضًا، ولكن هذا شدد على الراحلة فانقطعت، والمسافة باقية، فهذا لا ظهرًا أبقى، ولا أرضًا قطع؛ كذلك المتشدد في الدين يؤول أمره إلى هذا؛ لأن الشيطان حريص، الشيطان ينظر إلى ابن آدم فيبدؤه بترك العمل: «اترك العمل وتمتع بهذه الدنيا، وخذ حظك من هذه الدنيا، وتمتع بها، ويمكن إذا كبرت أنك تتوب إلى الله، وأنك تقبل على الله، فأنت شاب الآن...»! فيأتيه الشيطان ويعطله عن العمل، فإذا رأى أنه لن يترك العمل، وعنده رغبة في العمل، حمله على الزيادة: «هذا قليل، فلتزدد»! لماذا؟! من أجل أن ينقطع ويترك العمل، فهذا الشيطان مع ابن آدم، فهو: إما أن يصرفه عن العمل، وإما أن يشدد عليه حتى يتركه.


الشرح